الاثنين، 29 سبتمبر 2008

اللهجة ليست سببا!!




أما بعد،،،
فماذا يمكن أن تقوم به اللجنة التي تم تشكيلها بشأن النظر في الدراما العمانية وتطويرها؟ ماذا يرتجى من لجنة كهذه، والوضع الدرامي مترد في البلاد لأسباب كثيرة؟ بطبيعة الحال ليست اللهجة العمانية واحدة من مشكلاتها الأساسية برغم الذي يقوله البعض من أن اللهجة هي السبب! وهذا أمر عجب، لأننا رأينا الفنان جمال سليمان ممثلا لدور صعيدي، فهل اللهجة المصرية في صعيد مصر سهلة هكذا؟ ورأيناه في عمل آخر بلهجة أهل بورسعيد المصرية، فهل هذا لأن اللهجتين كانتا سهلتين؟ أم لأن فنانا كجمال سليمان قادر على أن يتقمص الشخصية المطلوبة بشكل جيد فيعطينا انطباعا جيدا بأنه ليس هو جمال سليمان الممثل السوري المعروف؟
ليس السبب اللهجة يا قوم، بل هناك أسباب أخرى: الممثل الذي لا يجيد إلا أن يتقمص شخصيته الحقيقية أو كرترا سهلا فقط كما هو سعود الدرمكي الذي عندما يؤدي شخصية أحد العجائز فإنه لا يعرف طريقا إلا إلى الشايب سلوم في سعيد وسعيدة، ولم يحدث في مرة أن رأيناه يؤدي شخصية الرجل العجوز بخلاف ذلك الرسم!
المشكلة الأكبر أن الدراما العمانية لم تنجب سوى سعود الدرمكي وصالح زعل، ولذلك نجدهما دائما هما صاحبا الحضور الأبرز في درامانا المسكينة، وحجة البعض أن أصحاب المواهب الجدد يتخلون عن المبادرة فيبدو منطقيا أن يتم اللجوء إلى الممثلين القديرين اللذين أمتعا المجتمع العماني في زمن انتهى الآن!
وهؤلاء لا يقولون بأن الممثل الشاب الجديد لا يريد أن يخسر مستقبله الوظيفي من أجل لقطة أو اثنتين لا تقدمان له لا فوما ولا بصلا! إذ الآن لم يعد الممثل العماني يفرغ ليقوم بمهمة التمثيل.
وثمة أيضا مشكلة النص الذي لم يستطع حتى الآن أن يتجاوز المتوقع، وظل حبيس الأفكار السطحية إياها، وظل كاتب النص ضعيفا في مستواه الذي يقدمه للناس، فماذا يرتجى إذن من الممثل الذي يقع عليه العبء الأكبر في الخروج بعمل جيد؟ بل ماذا يرتجى من مخرج ملزم بأن يقدم عملا في مدة معينة ووفق إمكانيات معينة، وبناء على توصيات من جهات بذاتها تقول له افعل ولا تفعل؟
ثم كيف يمكن أن يكون هناك ممثل عماني، أو مخرج عماني، أو فن عماني، وليس هناك مسرح؟ لا بناء ولا مضمون! وبرغم أن المسرح هو البناء الحقيقي لصناعة دراما جيدة في أي مكان من العالم، إلا أننا في عمان لا نوليه أي اهتمام ونصر على أن نلبسه دور الترفيه فقط، متناسين أن الشعوب المتميزة لديها مسارح جيدة، واعطني مسرحا جيدا أعطك شعبا مثقفا لم تقل جزافا!
نحن هنا لا نمتلك مسرحا بأي شكل من أشكاله، والمحاولات اليائسة التي لدينا لم تصنع ذلك البناء، بل ظل يدور في حلقة مفرغة، منتظرا أن تمن وزارة التراث والثقافة في بناء مسرح وإقامة مهرجان دائم له، وهي التي عندما تسلمت مسرح الشباب غضت الطرف عن مهرجان فرق مسارح الشباب، ولم توله أي اهتمام، مع أنه كان طول عقدين من الزمن وأكثر يؤسس لحراك فني في البلاد، بل فوق ذلك عندما أراد البعض أن يقدم عملا مسرحيا جيدا قوبل بالمطبات الكثيرة وفي النهاية بالمنع ليس من الوزارة ذاتها بل بناء على توجيه رقابة أخرى في البلد!
إن إصلاح ما هو غير صالح ولا متواكب مع العصر الحالي أمر ضروري من أجل أن نصنع حراكا مسرحيا ثقافيا جيدا في البلاد، ومن أجل أن تكون لدينا حركة درامية مميزة، ولذا فإنه من الضرورة بمكان أن تصلح المؤسستين الراعيتين للمسرح والدراما في البلد، وأن لا ينظر إلى المسرح على أنه مهنة من لا مهنة له..

الاثنين، 22 سبتمبر 2008

الدراما العمانية وإشكالياتها!



الإعلان الذي نشرته الصحف وسمعناه من قبل ذلك على لسان معالي السيد وزير ديوان البلاط السلطاني ـ رئيس هذه اللجنة ـ بالأوامر السامية من قبل حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس المعظم، بتشكيل لجنة لدراسة أوضاع الدراما والمسرح في البلاد يعني بشكل أو بآخر بأن هناك ثمة خلل بين في هذه المنظومة الثقافية والفنية المهمة في البلد، ويعني بأن المسرح والدراما ليست ترفيها فقط، وإنما تقوم بأدوار مهمة في توجيه المجتمع تجاه التفكير بشئونه وإشكالياته المتعددة.
لقد مرت سنوات طوال وكثير منا يرى في الفن عموما مهنة رفاهية، بمعنى آخر مهنة من لا مهنة له، برغم أن الأمر الواقعي يقول بأن كافة الممثلين والفننين العاملين في هذا القطاع لا يربحون تماما من هذه المهنة، بل إنهم في حالات يخاطرون بمهنهم الحقيقية من أجل أن يقدموا عملا فنيا يرون فيه رضا ما، ولذلك تختفي كثير من المواهب التي يعقد عليها الأمل في تشكيل ظاهرة فنية جديدة تحاول أن تسد الفراغ المستمر مذ بدء الظاهرة الفنية في السلطنة ونشوء جيل واحد فقط من الفنانين نراهم كل مرة لا يتغيرون إلا قليلا! لأنهم فعليا لا يريدون أن يضحوا بمستقبلهم الوظيفي والمهني الحقيقي من أجل حفنة ريالات لا تكفي أجرة ربما لسياراتهم! وهم أيضا غير مستعدين لأن يدخلوا مجالا متعبا غير منظم كالمجال الفني ليظهروا بتجارب ضعيفة المستوى في كل زاوية من زواياها الجمعية!
فإذا ما اعترفنا بوجود هذا الخلل وكففنا عن تجميل ما هو غير جميل، فإننا وضعنا أيدينا على الجرح الأول في جسد الفن العماني سواء كان دراما أو مسرحا، فإحدى إشكاليات الدراما والمسرح العمانيين هو افتقاد العاملين فيه إلى قدرتهم على مجابهة أنفسهم والقول بأنهم يسيرون في حقل الخطأ الفني، بل دائما ما يقولون بعكس ذلك، وبأن نجاحا منقطع النظير قد حققوه من وراء الإخفاقات التي قدموها، وبالذات في حقل الدراما التلفزيونية الموسمية والتي نشاهدها في رمضان من كل عام، إذ كمثال بسيط على ذلك، طوال السنوات الخمس الماضية وربما من قبل ذلك كانت الدراما العمانية تمر بضعف وترهل واضحين، غير إن التصاريح الصحفية التي يقوم بها أصحاب تلك الأعمال تنفي هذا الترهل والضعف وتؤكد على تقبل الناس لتلك الأعمال سواء من الداخل أو الخارج، وهذا كلام مناف للصواب تماما فلا إنجازات حقيقية تأكدت حتى الآن، وبإمكان القائمين على تلك الأعمال أن يقوموا بمسوح واستبانات للتأكد من صحة مقولة الضعف الذي قدموه.
القصد بأن إيمان هؤلاء بأن ما يقدمونه هو الإبداع التام، هو أول الإشكاليات التي تواجه الدراما العمانية والمسرح العماني، فهذه الثقة الكبيرة والمتضخمة في بعض الأحوال تعني عدم قدرة هذا الفنان على النظر إلى كل الزوايا بحيث يحاول أن يتجنبها في المرات المقبلة بل يحاول أن يطور نفسه وفي أدواته الفنية، إذ ما دام مقتنعا بأن أدواته هي الإبداع التام فكيف يمكن أن يقتنع بأن هناك أدوات أخريات يمكن له أن ينظر إليها ويطبقها ويجربها في عمله الفني؟!
هذا بدوره يعني بعدم قدرة هذا المبدع على استقراء القدرات الأخرى الموجودة حوله والاستفادة منها بشكل جيد، وتظل ثقافته الفنية إذا ما اقتنعنا بامتلاكه تلك الثقافة، ضئيلة ومبسطة، وفي الحقيقة لو جلست تحاور أحد الفنانين أو العاملين في هذا المجال لوجدتهم خالين من الثقافة الفنية المبسطة، بل عدم فهمهم لكثير من الأسس التي يقوم عليها الفن والعمل الفني.. في مثل هذه الحالة كيف يمكن أن نطور من أعمالنا الفنية؟
إن ثقافة الفنان: كاتب النص، والممثل، والمخرج، والمصور، وكافة العاملين الآخرين وصولا إلى المنتج ذاته، هي التي ستعني بطريقة أو بأخرى تطورا جديدا في هذا الحقل، ومما يؤسف له عدم محاولة كثير من هؤلاء بأن يطور من إمكانية الموهبة لديه، بالقراءة والملاحظة واستنباط الأفكار الجيدة التي تعينه على أن يكون موازيا لفنانين آخرين في البلدان المجاورة، والذين نعلم جيدا أن كثيرا منهم قد بدأوا من بعدنا في صياغة هذا المجال، ولم نعد نراهم في المسافة الجامعة بيننا الآن لأنهم تخطوا عثرات البداية لديهم، فيما نحن مازلنا في البداية إياها، إن لم أقل عدنا بأنفسنا إلى ما دون البداية تلك!
في حوار له ضمن برنامج الخيمة الرمضانية مع المذيع خالد الزدجالي قبل أيام قال المخرج أنيس الحبيب بأن واحدة من مشاكل الدراما هي عدم وجود الخبرة، وأشار بأن هذه الخبرة لا تأتي إلا من خلال الاستمرار، فكل العاملين في مسلسل اليرام كانوا لا يتمتعون بتلك الخبرة، وإنتاج مسلسل هو إنتاج موسمي، لذا فالخبرة لا تتكون بسرعة، وهذا كلام صحيح إلى حد بعيد، فحتى أنيس ذاته لم تتطور أدواته الفنية بعد لأنه مخرج موسمي، وقد يمضي موسم دون أن يخرج عملا واحدا، فكيف يمكن له أن يطور من أدواته في حال رغبته في تطويرها؟ فبرغم امتلاك أنيس الحبيب لمقومات صورة إخراجية متميزة، إلا أنها هي ذاتها مذ بدأ عملية الإخراج ولم يتقدم فيها إلا قيد أنملة، وهذا ربما ليس خطأه وحده فكما ذكر هو ذاته بأن المسألة تحتاج إلى خبرة والخبرة تعتمد على الاستمرار في الإنتاج الذي هو موسمي ومن جهة رسمية فقط!
ثم أين شركات الإنتاج الخاصة سواء للمسرح أو الدراما؟
تلك هي مشكلة أخرى، فشركات إنتاج الدراما العمانية ضعيفة وكسولة، وتعتمد على مبدأ المغامرة برأس مالها في شيء ندرك جميعا أنه غير مربح تماما في بلاد كبلادنا، فنحن نمتلك شاشة تلفزيونية واحدة هي التلفزيون العماني فقط، وهو يقوم بإنتاجه أيضا، وهو أيضا ليس بذلك الإنتاج القوي، فمن ذا الذي سيشتري من هذه الشركات؟ وهي لا تمتلك خبرة تسويقية ولا تملك علاقات عربية واسعة تؤهلها لأن تجعل من القنوات التلفزية تسارع للشراء منها؟ ولذلك تعتمد على ما قد يجود به التلفزيون العماني عليها!
ولنكن أكثر وضوحا، فغالبنا يعلم بأن هذه الشركات أسسها فنانون في الأصل، محبون للفن ويودون أن يستفيدوا من ورائه، ولكن رأس مالهم يبدو ضئيلا، وهذه حقيقة لا يمكن إغفالها، إلا إذا طالبنا هذه المؤسسات بالمغامرة استدانة من البنوك بمئات الآلاف من اجل إنتاج عمل جيد قد يشتريه التلفزيون العماني وقد لا يشتريه، وقد تتفاوض فيه القنوات التلفزية الأخرى وغالبا ستقول بأن لدينا خططنا الدرامية ونعتذر لكم!
إذن يبقى التلفزيون هو الأمل الوحيد في إنتاج عمل جيد يمكن أن ينافس الأعمال المعروضة في الشاشات الأخرى ويبقي المشاهد العماني متابعا جيدا له، دون أن يقلب على قناة أخرى.. لكن كيف يمكن له أن يحقق هذه الأمنية وما زال النص المعروض هو ذاته الذي يعرض؟ لا أفكار جديدة على مستوى بناء النص الدرامي، والحكايات تظل مكرورة ولا جديد فيها، وكل هذا خوفا من مقص الرقيب الذي لا يتوانى عن مراقبة كل ما قد يسبب له الصداع
حتى في عمل كدرايش الذي أثبت باختلافه على قدرة العمل العماني أن تجذب إليها المشاهد، كان مقص الرقيب حاضرا بقوة.
ودرايش برغم ما قدمه من اختلاف كان أيضا يعاني من بعض الإشكاليات الفنية التي تصب في خانة عدم امتلاك القائمين عليه لثقافة فنية عالية، بالذات في مسألة الكتابة، فالمشاهد لا يعنيه الوعظ والإرشاد لأن العمل الفني ليس إرشادا أو وعض، بل هو عمل آخر تماما، وقد اختلف مستوى الحلقات ما بين الضعيفة جدا والحلقات ذات المستوى الجيد وذلك لتعدد الكتاب والذين تفاوتوا في إمكانياتهم وفي نظرتهم لمعنى العمل الفني، فالحلقات التي كتبها محمد الرحبي تعد من الحلقات المميزة لامتلاك صاحبها رؤية مختلفة لمسألة الكتابة ذاتها، والحلقات التي كتبها محمود عبيد كانت تؤشر إلى رؤيته الخاصة لمعنى الدراما.
وبرغم ذلك فقد حظي هذا المسلسل على نسبة عالية من المشاهدة، لأنه في كل حلقة كان يحاول أن يطرح قضية من قضايا المجتمع ويسلط عليها الإضاءة نقدا بالإيجاب والسلب، كما أنه فعليا قدم أسماء جديدة في الأداء التمثيلي قد تسد فعليا الثغرة في الأجيال الفنية المعتمدة على جيل واحد فقط، فهناك عبد الحكيم الصالحي هذا الشاب الذي يمتلك قدرات فنية عالية ستؤكدها أعماله الفنية المقبلة، وهناك سعود الخنجري الذي بدأ من سنوات وكان مسلسل درايش فرصته الحقيقية لن يخرج طاقاته الحقيقية للعلن وهناك أيضا على عوض وعصام الزدجالي والأخير لم تتح له الفرصة كافية لأن يفجر طاقاته الكوميدية.
وربما لو أتيحت لهذا العمل فرصة إقامة ندوة فنية حوله تطرح من خلالها كافة الرؤى حول الإنتاج والتصوير والإخراج والتمثيل، لربما سيقدم رؤية أكثر جودة في الأعوام القادمة في حال استمراريته.
ولكن لنعد للإشكالية التي تواجهها الدراما العمانية، والتي على إثرها تم تشكيل لجنة لدراسة أوضاعها وكيفية الخروج بها إلى مناطق الضوء التي تعيد لها حراكها الذي كنا نعيشه قبل عدة سنوات..
والإشكالية الأهم للدراما العمانية هي عدم وجود أساس لها! هذا الأساس يتمثل في عدم وجود مسرح حقيقي في البلد، فالمسرح برغم أهميته الثقافية العالية في كل الدنيا إلا أنه في عمان لا يشكل شيئا حقيقيا، وبرغم وجود ما يزيد عن 17 فرقة مسرحية إلا أن هذا ليس كافيا.. فكما ذكرت سالفا: لا توجد حتى الآن ثقافة فنية لدى الممثل والفنان ذاته فكيف يمكن أن تكون هناك ثقافة لدى الآخرين؟ كما أن المؤسسة الرسمية المعنية بتنظيم فعاليات وتظاهرات تجمع هذه الفرق وهؤلاء الفنانين لا تقوم بشيء حقيقي، حتى المهرجان الذي كان يقام كل عامين وأقيم منه حتى الآن مهرجانين، يمشي برجل تبدو مكسورة، والسبب الظاهر هو عدم وجود مبنى مسرحي، والمبنى الوحيد قد تصدع وكان فقط مبنى للشباب الذين بدورهم اختفى مهرجانهم المسرحي الذي يعنى بفرق الشباب المسرحية في المناطق المدعومة من المؤسسة الرسمية والتي تخرج فنانين لا نقول مؤهلين تماما بل مطلعين على أقل قدر على هذا العالم البديع..
أضف إلى ذلك ما يعانيه المسرح من رقابة مضاعفة ومن قلة إمكانيات لدى الفرق، ومن عدم إيمان القطاعات الأهلية ذات المقدرات المالية بشيء اسمه مسرح، حتى وإن كان يمكن أن يشكل لهذه القطاعات دعما إعلانيا جيدا.
المسرح هو الأساس، وبدون مسرح لا يمكن للدراما العمانية أن تتطور ولا حتى أن توجد لدينا سينما مستقبلا، فمن خلال أبي الفنون تخرج الفنون الأخرى، ويخرج للنور مبدعون جدد.
عليه فاللجنة التي تم الإعلان عنها ينبغي عليها أن تنظر قبل كل شيء في هذا الكيان: المسرح، وترى ما يعانيه من إشكاليات ومصاعب، وكيف يمكن تخليصه من الشوائب، وجعله متحركا باتجاه الناس والمجتمع بدلا من أن يكون موسميا بل أقل من الموسمي!
إنني لأطمح فعلا أن أرى إنجازات فنية متقدمة بفعل هذه اللجنة التي أستبشر بها لأن تصحح الوضع الإبداعي في هذا المجال، خاصة أنه إبداع جماعي ويحتاج إلى صرف مالي جيد لا يقل عن المليون ريال التي طرحتها الكاتبة آمنة الربيع قبل مدة في أحد مقالاتها.

السبت، 20 سبتمبر 2008

مشتبهات!!



أما بعد،،،
ففي رمضان يكثر الحلال والحرام، وما بينهما متشابهات أكثر تعقد المسألة في ظل الفضائيات التي هرمت هذا العام ولم تعد تغري أحدا بالمتابعة، فالخليجيون، الذين كانت لهم صولات وجولات في السنوات القليلة الماضية مثبتين للأخوة العرب أن الإبداع ليس حكرا على ما قد تعارفوا عليه بمسمى المركز، قد تاهوا هذا العام ولم يقدموا ما يغري الناس البسطاء على المتابعة، حتى إن أكثروا من الفلفل والبهارات المبكية على اعتبار أننا جيران واضحون للحضارة الهندية المعتمدة في بوليودها بالدرجة الأولى على البكاء! فبكائيات الخليجيين في مسلسلاتهم هذه المرة ومبالغاتهم في خدش الحياء وحتى تهريجهم لم يقبض على عين المشاهد ولا قلبه وإحساسه.
وأما الأخوة المبدعون في القطر السوري الشقيق فقد انكشفوا هذا العام، ووضح استسهالهم وعدم انفتاح أفق الإبداع الدرامي لديهم، إذ ظلت الحارة الدمشقية هي صاحبة الحضور الطاغي، بالأبطال إياهم الذين رأيناهم في حارات دمشقية أخرى، ويبدو أن عليهم أن يعيدوا الخلطة الخاصة بهم فالناس لم تعد تتابع بعدما كانت الصورة البصرية والأداء والفعل الدرامي سر أسرارهم الذي أزاح أسياد الدراما العربية، مذ أواسط الستينيات وحتى الانطلاق البشع الذي حدث للفضائيات العربية مع بدء الألفية الجديدة، المصريين الذين تعودنا على صورتهم الفنية وحبكتهم الإبداعية وقدراتهم المتنوعة، أزاحوهم إلى الجانب سيما مع ظهور مصطلح الكتابة لنجم أوحد قبل ما يقارب الثمان سنوات..
تسيدوا الأخوة السوريون في الدراما مدة من الزمن عندما لم يكن سواهم يقدم الدراما بطريقة مختلفة، ثم جاء الخليجيون ليعيدوا التوازن للمعادلة، ثم ظهرت الفضائيات برأس مال غالبه خليجي لتبني فصول إمبراطورية إنتاج جديدة تتحكم فيها رغبات جذب المعلن دون مراعاة لما يفترض أن تقدمه من رسالة فنية وإبداعية واجتماعية للمجتمع
تخلف المصريون، بسبب عدم قدرتهم على رؤية الدائرة من عمقها، ولأنهم ظنوا أنهم مازالوا قادرين على أن يسيطروا على الساحة، لكنهم عندما بدأوا يكتشفون السر أعادوا الأمور على نحو أو آخر إلى حيز التوازن لمثلث الإبداع العربي: خليجي، شامي، مصري، وبدأ الفنانون العريقون يكتشفون الخلطة الحقيقية لكسب عين المتفرج، خاصة في ظل التكرار الذي تمارسه الشاشة السورية، وإصرار الخليجيين على كشف عورتهم بنقاشاتهم الدرامية غير المنطقية والمبالغ فيها دون أن يلجوا حقيقة إلى عمق المسألة وكأنهم ما زالوا لا يعرفون ما يريدون..
وفي هذا العام انكشف الجميع وباتت الدراما العربية تمر بمرحلة مخاض حقيقية في ظل نور ومهند التافهين اللذين برغم تفاهتهما جذبا كل امرأة إليهم وكل مراهق!!
ماذا يمكن أن نرى في الغد؟ سنرى أمورا متشابهات يصعب أن نجد فيها الحلال من الحرام، ما دام ليس هناك وضوح للرؤيا، ولا وضوح للفكرة أصلا سوى تغذية القنوات الفضائية وشركات الإنتاج العربية بمال الإعلانات والتي أيضا لا تتوجه إلى الناس العاديين فهم فعليا لا يمكن أن يشتروا حجرا في جزيرة من جزر الإنسان الجديدة!
ويبدو أن الدراما العمانية برغم كل عللها ستكون لنا نحن العمانيين فرجتنا الأثيرة، وسننادي بعودة صالح وسعود حتى من تحت التراب لا قدر الله لأننا سنشتاق إلى أن لا يقطع على متعتنا إعلان سخيف ليس لنا، وسنشتاق إلى السذاجة والطرح البريء الذي يمارسه علينا جهازنا التلفازي الوحيد في البلد!!

الأحد، 14 سبتمبر 2008

كل ما تريد، إلبس ما يريدون!!



أما بعد،،،
فبالرغم من أن الصورة، صورة المثقف، المثقف العماني بشكل أوضح، تأرجحت وتحركت عن موضعها بفعل فاعل بطبيعة الحال ليس هو المثقف ولا، ربما، أحد أقربائه؛ إلا أنه بعد هذا التحريك أزبد وأرعد، ورأى أن في ذلك مهانة ما بعدها مهانة! فهو الآن عريان ولا حتى ورقة توت على عورته البشعة!! غاضب لأن أحدهم قام بذلك الفعل، وكشف كل الأوراق التي كان يحاول مثقفنا العزيز أن يخفيها، وقال بأنها الجريمة التي لا تغتفر! فالآن لن يصدق أحد ذاته المتضخمة من أجل الناس والمجتمع وليس من أجل نفسه! لن يصدقوا مقولاته عن الحرية والمساواة والتشارك في الثروات ولا حتى الثورات! لأن صورته اهتزت، وأصبح هو عاريا الآن من كل مبدأ!!
هو غاضب الآن ليس فقط لغضبة الناس والمجتمع منه، بسبب التعري الفاضح، بل لأن الناس أصلا لا تصدق أن ترى المثقف على حقيقته حتى تبدأ تجلده بأثقل أنواع الكلام، الذي يساقط على القلب فيدميه حسرة وغما!!
المجتمع يريد من المثقف دائما أن يحافظ على الصورة التي يراها هو، يرسمها ويبروزها في ذهنه، ولكنه لا يسامح مطلقا في حال انكشف المثقف/ المثال وبدا في شكله الطبيعي. يريده دائما أن يكون كما يريده هو، لا كما يريد صاحب الشأن! ويبدو أن هذه الإشكالية نابعة من ثقافة المجتمع ككل، فالمثل الدارج يقول فيما معناه بأنه مسموح للإنسان أن يأكل ما شاء ولكن لبسه ينبغي أن يكون وفق ما يريدون هم!
المثل على بساطته يقول لنا بأن الإنسان لا حرية له إلا فيما يأكله، بالأحرى فيما هو خاف عن الناس، كالأكل مثلا! ذلك شأن لا يعنيهم، ولكن ما يعنيهم ألا يلبس إلا وفق هواهم، ألا يفكر خارج عن إطار رغباتهم، أو توجهاتهم، وأن يكون بياض دشداشته هو ذاته البياض الذي لدى كل الناس، فإن اتفق هؤلاء الناس على ارتداء اللون الوردي مثلا كدشداشة فبياضه ساعتئذ بياض خارج عن أهوائهم ورغباتهم!
فكيف وهو فعليا وعمليا يفكر خارج سياقهم؟ لقد ارتضوا نوعا ما بأن يكون هكذا، لأنهم فعليا يتقبلون الشاعر الأديب ويؤمنون في دواخلهم بأدواره الطبيعية في المجتمع، حتى وإن أنكروا هذا الأمر على نحو أو آخر، ولذلك يتقبلونه على مضض، لكن أن يتمادى في خروجه عليهم فهذه كبيرة من الكبائر وعليه أن يتوب ويؤوب إلى رشده، فالصورة التي هم شكلوها له لا ينبغي أن تخرج عن الإطار الذي وضعوها فيه، وإن حاول أحدهم أن يزحزحها، فبكل تأكيد المثقف هو الملام لا أحد سواه.
المشكلة الكبرى هي أن هذا الكائن المتمرد المتضخم الذات الذي اتفق جمع منا على تسميته بالمثقف أو الأديب الشاعر القاص الكاتب، حتى إن انتفت عنه كثير من هذه الصفات وبقيت صفة جمع المعلومات الثقافية العامة فهو في نظرهم مثقف، وإن لم يكن متمردا بذلك الشكل الكبير، هو الذي يتنازل عن أدواره الحقيقية ويصر على أن يهادن المجتمع، بدعوى أن ما قد يفعله هو الخروج عليه وهو كائن تكفيه خساراته الفادحة في الحياة وليس له قدرة على المزيد منها! برغم أنه كائن متمرد وقد خرج على نحو أو آخر على ثيمات المجتمع وقراراته وأحلامه، لكن ما باليد حيلة، فالصورة التي ارتضاها المثقف لنفسه هي المطلوبة في الختام، حتى إن كان سيخسر نفسه أمام نفسه، سيخسر جزءا كبيرا من نضاله ضد ما يعتقد أنه صائب لأن المجتمع يرفض ذلك، متناسيا أنه قوة بإمكانها التغيير حتى بالمجابهة!

السبت، 6 سبتمبر 2008

عندما تدحرج الصورة عن موضعها!





أما بعد،،،
فالمثقف العماني أعزائي ليس كائنا عاديا، إنه المثال المشرف الذي ينبغي علينا أن نحذو حذو أفعاله، علينا أن نرى في تصرفه تصرفا مبتكرا قادرا على إعطاء معنى للحياة التي نعيشها، مثله في ذلك مثل كافة المثقفين العرب، هؤلاء الذين يضحون من أجل أوطانهم، من أجل مواطني مجتمعاتهم، يرهقون عقولهم وأجسادهم من أجل أن يوصلوا مجتمعاتهم إلى الضفة الأخرى من النهر! ذلك النهر الذي إن وقعت فيه أيها المواطن؛ فإنك لا محالة واقع في جهلك وتخلفك الذي دائما ما يحزن مثقفينا الأعزاء!
المرة الماضية تحدثت معك حول صورته التي لا ينبغي أن تعكس إلا المثالية والثقل في حياته، ذلك الثقل الكبير الذي من خلاله يؤسس مثقفنا لشكل مميز من أشكال الحياة التي ينبغي أن نتبعها! والغريب أن هذا الثقل أكثر ما يبرز فإنه يبرز عند المثقف العماني دون سواه، فخذ مثلا لديك نمط حياة المثقف العربي في بلد كالعراق التي أنجبت على ما لديها من أزمات وكوارث مثقفين ما زالوا يؤسسون لحراك مميز اتفقنا معه أم اختلفنا، وهم في غالبهم لا يحاولون أن يكونوا ثقيلين في صورتهم، بالأحرى لا يزيفون معيشتهم من أجل أن ينظر الناس إليهم بنظرة أخرى غير الواقعية التي هم عليها، والأمر كذلك مع المثقفين المغاربة والتوانسة وربما الصوماليون!
وقد أكون مبالغا في ذلك، ومجحفا لأقرانهم العمانيين، كونني لم ألتق كثيرا بأطياف مثقفة من العراق أو من بلاد المغرب العربي، مما يعني أن كلامي به جانب كبير من القصور، ولكنني أعتقد، والاعتقاد نصف الحقيقة ونصف الوهم! أعتقد أنهم لا يبالغون في ردة فعلهم لشرخ الصورة التي ينبغي أن يكونوا عليها لأنهم لا يهتمون كثيرا بصورتهم في مرآة المجتمع الذي يعيشون فيه، وكما قلت فهذا اعتقاد، فيه الصواب وفيه أيضا، ربما، الخطأ!
ولأعد لمثقفنا العماني العتيد الذي ذكرت أنه يحب أن تكون صورته ثقيلة لأنه يعيش ضمن إطار ثقافي ونسيج اجتماعي يدققان جيدا في كل فعل أو تصرف يقوم به على أساس أنه كائن مثقف يعيش من أجل الناس، وعليه فإن الصورة لابد أن تكون مثالية حتى لو كان تصرفه الثقيل ذاك منافيا لطبيعته الحقيقية في أعماقه!
ماذا سيقول عنه الناس إن اكتشفوا مثلا أنه لم يقم بعمله الوظيفي بالشكل المطلوب؟ أو أنه لم يحظ المناسبة الفلانية بالزي الرسمي المتمثل في مصر وخنجر أو في أقل الحالات كمة تستر عورة الرأس؟ ماذا ستكون نظرتهم إن قال أحدهم يوما في صحيفة ما بأنه (وهو الذي يشغل منصبا ثقافيا مرموقا) ذاهب لقضاء إجازة في بلد من بلدان العالم ولم يخطر أحدا من إدارته الثقافية بذلك؟ أو نشر أحدهم عنه صورة بملابس رياضية وهو يمارس المشي على شاطئ القرم؟ أو رآهم أحدهم مع عشيقته في مطعم بيروت بالقرم؟ ألن يظنوا ساعتها بأنه يستهزئ بهم؟ ويركل كل همومهم إلى الوراء غير معني إلا بذاته؟ بل سيفعل آخرون اكثر من ذلك عندما يبدؤون في لومه على تصرف ما قام به هم يرونه خارجا عن إطار الكياسة والوضع الثقافي الذي ينبغي أن يكون هو عليه.. لذلك فكثير من مثقفينا الأعزاء يسكرون ليلا ويرتدون أزياءهم الرسمية صباحا دون أن يعلم أحد بحياتهم السرية تلك كي لا يلطخون تاريخهم العفيف!
وفي الحقيقة أيها الأعزاء أنا لا أزعم بأني صائب فيما أقوله الآن، ولكن ألا ينبغي فعليا أن لا يتجهم هذا المثقف لمجرد أن صورته العتيقة دحرجت من إطارها قليلا ووضعت بها بعض اللمسات من مواطنين أيضا، باحثين عن أشياء تخفى عنهم وهي حقيقية وغير مؤذية بطبيعة الحال لأنها تمس الكائن المثقف بذاته؟
ألا نحتاج إلى أن نتعامل مع الأمور بقليل من المرونة، وخاصة من قبل المثقفين، الذين ينبغي أن يكونوا هم من يعلمون المرونة وتقبل الأفكار مهما كان اختلافهم معها؟ لكن أين يمكن أن يحدث هذا والمثقف العربي أينما كان لا يمكن إلا أن يرى نفسه فقط ؟!

الخميس، 4 سبتمبر 2008


بيان
الجمعية العمانية للكتاب والأدباء
بشأن تعرض بعض الصحفيين العمانيين للاستجوابات
31 أغسطس 2008م



انطلاقاً من المبادئ الأساسية لدولة المؤسسات والقانون المعاشة واقعا ملموسا، والتي سعى إلى ترسيخ دعائمها حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم – حفظه الله ورعاه – وتحت ظلال النظام الأساسي للدولة الذي كفل الحقوق، وفصل الواجبات الوطنية، وضمن الحريات العامة، وفي عالم أصبح يقدر قيمة الإنسان ويعلي من شأن وعيه وعقله ويحرص على تنميته الشاملة، ومع تنامي أهمية الحريات العامة وتأصيلها كسلوك حضاري في بناء الدول الحديثة، وفي ظل الإيمان بحرية الكلمة من أجل الإنسان.

فإن الجمعية العمانية للكتاب والأدباء تعبر عن بالغ أسفها لما تعرض له بعض الأخوة الكتّاب والصحفيين من استجواب من قبل مؤسسة هي سياج القانون وحامية المجتمع، وهم الذين لم يقترفوا إلا ذنب الكتابة والمشاركة بالرأي الحر في جهود التنمية التي تشهدها البلاد بما تمليه عليهم ثقافتهم وأفكارهم وضمائرهم الحية، مدفوعين بالواجب الوطني ومحافظين على التقاليد الراسخة للمجتمع العماني والتي بات يدركها ويحرص عليها الجميع كعدم مس الذات الإلهية أو ذات المقام السامي رمز الوحدة الوطنية وعدم إثارة النزعات المذهبية والطائفية.
إن هذه الاستجوابات التي استهدفت الكلمة الحرة والناقدة بأدب ورشد وحكمة وواجب ومسؤولية. لم تأخذ في الاعتبار الإجراءات القانونية التي كفلتها قوانين البلاد. إذ لا مبرر لتكميم أفواه أبناء الوطن من قول كلمتهم فيما يرونه مناسباً لحاضرهم ومستقبل أجيالهم. في الوقت الذي يحرص فيه جلالة السلطان المعظم حفظه الله على مبادئ الشراكة الواعية والمقدرة لجميع الطموحات والتطلعات وهو الذي دعا إلى عدم مصادرة الفكر إيمانا منه بأهميته كركن ركين في مسيرة بناء عمان.

إن مثل هذه التصرفات من شأنها أن تسئ لسمعة البلاد وأن تؤثر سلباً على مسيرة العمل الوطني القائم على الشفافية والجهد الناضج المسئول، وتتسبب في خسارة كفاءات تحتاجها الدولة لتجويد الأداء وتحسين الإنتاج وهي التي قطعت أشواطاً مهمة في بناء الإنسان وتنميته وإعلاء شأنه والتي كانت وما تزال محل تقدير العالم والإشادة به في مختلف المحافل الدولية.

عليه فإن الجمعية تستنكر وبشدة مثل هذه التصرفات والتي لا تعبر عن توجه عام ولا تتناسب مع المرحلة التي يمر بها العالم من تطور في مجال الحريات والعمل المدني والمؤسسي. وترى الجمعية أن من حقها المحافظة على حقوق الكتّاب على هذه الأرض الطيبة وبالطرق والوسائل التي كفلتها القوانين والأنظمة .كما تؤكد على جملة من الحقوق المشروعة التي حفظها النظام الأساسي للدولة لجميع العمانيين دون تمييز ومنها:


1. التأكيد عل حرية الرأي والتعبير عنه بالقول والكتابة وسائر وسائل التعبير وفق ما نصت عليه المادة 29 من النظام الأساسي للدولة.
2. عدم المساس بحرية الصحافة والطباعة والنشر والتأكيد على إيلاء كرامة الإنسان وحقوقه اهمية خاصة. حيث لا قيد على الحرية إلا المزيد منها. وفق ما نصت عليه المادة 31 من النظام الأساسي للدولة.
3. التأكيد على حق المواطن العماني في مخاطبة السلطات العامة فيما له صلة بالشؤون العامة وفق ما نصت عليه المادة 34 من النظام الأساسي للدولة.


كما تؤكد الجمعية في ختام بيانها هذا على أهمية احترام حقوق الصحفيين والكتاب وما يبذلونه من جهود في مسيرة البناء والتعمير التي تشهدها البلاد.
حفظ الله عمان وقائدها وأهلها ودامت لهم واحة أمان واستقرار ونعمة.


الجمعية العمانية للكتّاب والأدباء