أما بعد،،،
فإنه لمن المدهش جدا أن تكون مثقفا وتتمتع بحس الحياة! بحس الدعابة على وجه الدقة دون أن تثار إذا ما صفعك أحدهم بنكتة خفيفة أو بمقلب ما!! لذا توصلت إلى اكتشاف مهم هو أنه من الأفضل لكم ألا تكونوا مثقفين! لأن ذلك سيفقدكم حس البراءة في التعامل مع الأشياء، ولحظتها ستكفون تماما عن الضحك والمزاح لأن لكم صورة "ثقيلة" يجب أن تظل تمارس ثقلها السمج والفظ!
والمثقف العماني واحد من هؤلاء وهو فعليا يعاني من عقدة هي أنه لا يريد أن يظهر بمظهر الإنسان المرح الذي يمزح ويضحك مع العامة والذين من حوله لأن له صورة لا ينبغي أن تنكسر! صورة الإنسان المهموم بمسائل الحياة الثقيلة وهموم الناس، والبحث لهم عن إجابات لمسائل معيشية متنوعة تبدأ بالبحث عن الخبز ولا تنتهي عند البحث عن منزل للسكن!
هو هكذا يعيش حياته: ناقما على الأوضاع التي قادت الأمة كلها إلى السقوط في هوة السطحية والتمزق الإنساني، ومحملا الحكومة ورجالاتها مأساة المجتمع المعاصر، ومطالبا في كل أوجهه بالعدالة وبحقوق المواطن، وبالأساسيات الصغيرة التي لابد لهذا المواطن أن يحيا بها!
ومن أجل ذلك فهو يبقي على صورته الكبيرة والثقيلة، ويلمعها محاولا ألا يصيبها أي خدش من أي نوع، لأن ذلك الخدش هو خدش لإحساس المواطن البسيط الذي ينظر إليه على أنه شيء كبير يجب أن يحترم (بالطبع هذا نوع، وثمة أنواع لا تعنى بأن تجلب لنفسها الاحترام لأنها تمارس حياتها الشخصية أولا ولأنها هي الصواب المطلق الذي يجب إتباعه والإيمان الخالص به، سواء في بار أو في شارع!)
وهذه الصورة العمانية هي صورة لأغلب المثقفين العرب: مثقف يعيش على حافة الحزن لا من أجل نفسه، بل لأن الانكسارات العميقة التي تعيشها الأمة هي ما يجعله يعيش هكذا محزونا منكسرا غير قابل لأن يمرح قليلا أو يسري عن نفسه بمداعبة ما مع أناس مثقفين مثله أو عاديين، ومن أجل أن يكسر حزنه العميق من مجتمع يضيع عليه أن يشرب أكثر وأن يسب العالم الذي من حوله: بدءا من الحكومات التي تتعامل مع المشاريع الغربية الرأسمالية أو الاشتراكية، وأن يسبك أنت أيضا أيها المواطن لأنك إنسان تافه لا تملك عقلا تدير به حياتك أو تثور به على أوضاعك البائسة، ولأنك تفكر فقط ببساطة في لقمة العيش وكيف تربي أبناءك على الفضيلة وعلى العادات والأخلاق التي يراها مثقفنا "الثقيل" بأنها من مخلفات الحضارة الإنسانية!
لذا لا تحاول أيها المواطن أن تضحك مع هذا الإنسان لأنك تجرح له مشاعره الوطنية التليدة، وشعوره بأنك في أزمة هو معني بها، وبإيجاد الحلول الخاصة والعامة بما يتوافق مع عقليتك التي بكل تأكيد لا تصل إلى عقلية هذا المرهف الحس مطلقا! لا تحاول أن تضاحكه في يوم بنكتة أو بمزحة لا خفيفة ولا ثقيلة، ولا تكلمه كلاما عاميا لا متقعرا ولا معتدلا، بل كلمه بفصحى وسط إن أمكن لأنك تهينه في أفعالك تلك وتجرح كبريائه الذي ما كان سيوجد إلا من أجلك أيها المواطن! لا تلتقط له صورة غير التي هو عليها: صورة رجل ثقيل يجب أن تظل صفحته الإعلامية بيضاء دون أن توجه له نقدا ما أو تهكما من أي نوع، أو حتى تنشر صورة لك معه وهو يقبلك على الخد ضحكا، لأنك تهينه بذلك وتدمر صورته الوقورة.
وكن على يقين عزيزي المواطن: المجتمعات التي تخلو من مثقفين؛ هي مجتمعات محظوظة، ومن الأفضل أن تشد إليها رحالك لأنك لن تضطر إلى رؤية أحد من هؤلاء الذين لا يحبون حياة المرح، وإن وجدتها في رحلتك فأرجو أن تخبرني عنها وتدلني على طريقها كي أفر من وجوه المثقفين ثقيلة الظل والبليدة التي أشاهدها في حياتي كل يوم!
فإنه لمن المدهش جدا أن تكون مثقفا وتتمتع بحس الحياة! بحس الدعابة على وجه الدقة دون أن تثار إذا ما صفعك أحدهم بنكتة خفيفة أو بمقلب ما!! لذا توصلت إلى اكتشاف مهم هو أنه من الأفضل لكم ألا تكونوا مثقفين! لأن ذلك سيفقدكم حس البراءة في التعامل مع الأشياء، ولحظتها ستكفون تماما عن الضحك والمزاح لأن لكم صورة "ثقيلة" يجب أن تظل تمارس ثقلها السمج والفظ!
والمثقف العماني واحد من هؤلاء وهو فعليا يعاني من عقدة هي أنه لا يريد أن يظهر بمظهر الإنسان المرح الذي يمزح ويضحك مع العامة والذين من حوله لأن له صورة لا ينبغي أن تنكسر! صورة الإنسان المهموم بمسائل الحياة الثقيلة وهموم الناس، والبحث لهم عن إجابات لمسائل معيشية متنوعة تبدأ بالبحث عن الخبز ولا تنتهي عند البحث عن منزل للسكن!
هو هكذا يعيش حياته: ناقما على الأوضاع التي قادت الأمة كلها إلى السقوط في هوة السطحية والتمزق الإنساني، ومحملا الحكومة ورجالاتها مأساة المجتمع المعاصر، ومطالبا في كل أوجهه بالعدالة وبحقوق المواطن، وبالأساسيات الصغيرة التي لابد لهذا المواطن أن يحيا بها!
ومن أجل ذلك فهو يبقي على صورته الكبيرة والثقيلة، ويلمعها محاولا ألا يصيبها أي خدش من أي نوع، لأن ذلك الخدش هو خدش لإحساس المواطن البسيط الذي ينظر إليه على أنه شيء كبير يجب أن يحترم (بالطبع هذا نوع، وثمة أنواع لا تعنى بأن تجلب لنفسها الاحترام لأنها تمارس حياتها الشخصية أولا ولأنها هي الصواب المطلق الذي يجب إتباعه والإيمان الخالص به، سواء في بار أو في شارع!)
وهذه الصورة العمانية هي صورة لأغلب المثقفين العرب: مثقف يعيش على حافة الحزن لا من أجل نفسه، بل لأن الانكسارات العميقة التي تعيشها الأمة هي ما يجعله يعيش هكذا محزونا منكسرا غير قابل لأن يمرح قليلا أو يسري عن نفسه بمداعبة ما مع أناس مثقفين مثله أو عاديين، ومن أجل أن يكسر حزنه العميق من مجتمع يضيع عليه أن يشرب أكثر وأن يسب العالم الذي من حوله: بدءا من الحكومات التي تتعامل مع المشاريع الغربية الرأسمالية أو الاشتراكية، وأن يسبك أنت أيضا أيها المواطن لأنك إنسان تافه لا تملك عقلا تدير به حياتك أو تثور به على أوضاعك البائسة، ولأنك تفكر فقط ببساطة في لقمة العيش وكيف تربي أبناءك على الفضيلة وعلى العادات والأخلاق التي يراها مثقفنا "الثقيل" بأنها من مخلفات الحضارة الإنسانية!
لذا لا تحاول أيها المواطن أن تضحك مع هذا الإنسان لأنك تجرح له مشاعره الوطنية التليدة، وشعوره بأنك في أزمة هو معني بها، وبإيجاد الحلول الخاصة والعامة بما يتوافق مع عقليتك التي بكل تأكيد لا تصل إلى عقلية هذا المرهف الحس مطلقا! لا تحاول أن تضاحكه في يوم بنكتة أو بمزحة لا خفيفة ولا ثقيلة، ولا تكلمه كلاما عاميا لا متقعرا ولا معتدلا، بل كلمه بفصحى وسط إن أمكن لأنك تهينه في أفعالك تلك وتجرح كبريائه الذي ما كان سيوجد إلا من أجلك أيها المواطن! لا تلتقط له صورة غير التي هو عليها: صورة رجل ثقيل يجب أن تظل صفحته الإعلامية بيضاء دون أن توجه له نقدا ما أو تهكما من أي نوع، أو حتى تنشر صورة لك معه وهو يقبلك على الخد ضحكا، لأنك تهينه بذلك وتدمر صورته الوقورة.
وكن على يقين عزيزي المواطن: المجتمعات التي تخلو من مثقفين؛ هي مجتمعات محظوظة، ومن الأفضل أن تشد إليها رحالك لأنك لن تضطر إلى رؤية أحد من هؤلاء الذين لا يحبون حياة المرح، وإن وجدتها في رحلتك فأرجو أن تخبرني عنها وتدلني على طريقها كي أفر من وجوه المثقفين ثقيلة الظل والبليدة التي أشاهدها في حياتي كل يوم!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق