أما بعد،،،
فجميل أن تسافر على متن الطيران العماني في رحلات سفر داخلية وخارجية، فأما الداخلية فأنت ملزم بها وفق مقولة السيادة الوطنية التي سمعتها وقرأتها قبل مدة، ولا أعرف لها مبررا حقيقيا في نظام السوق المفتوح التنافسي الذي يعطي المواطن حق الاختيار على أساس الخدمات المقدمة، وفي ظل التنافس تغدو الخدمات التي تقدم أفضل جودة وأكثر قدرة على تلبية رغبات هذا المواطن، وبما أنك ملزم بالحق السيادي فعليك تحمل ضعف الخدمات المقدمة، كأن تعطى سماعة معطلة أو أن تجلس في كرسي ضيق بقنوات إذاعية صامتة، أو أن يتجاهل المضيف طلبك في مشروب ما ويلزمك بأن تأكل مما تبقى في قائمته من مأكولات لا تستحق الأكل أصلا!
أيضا عليك أن تتجاهل كذب مركز الاتصالات عليك عندما يقول لك بأن الرحلات في يوم ما تريد السفر فيه كلها ممتلئة بالمسافرين، وعليك أن تتيقن ساعتها بأن هناك موسما سياحيا جيدا بل أكثر من ممتاز وإلا فلماذا كل الرحلات ممتلئة بالمسافرين؟ حتى إن اكتشفت عكس ذلك بعد أن ينالك الحظ وتركب الطائرة فتكتشف أن الرحلة ليست ممتلئة على آخرها، وحتى إن قال لك أحد الموظفين الطيبين بأن الطائرة فارغة، ولكنه لا يستطيع تقديم رحلتك أو تأخيرها لأن الحاسب الذكي لا يعطيه ذلك الحق، واسمع لنصيحته بالذهاب إلى المطار ولسوف يساعدونك في النهاية وتركب الطائرة في الرحلة التي تريد، حتى إن لم تجد أحدا لمدة ساعة وأكثر في كابينة الطيران الوحيد في المطار الداخلي، إذ انك ستجد فرصتك لا محالة!
تجاهل ذلك وبكل تأكيد ستصعد إلى الطائرة، وسيطلب منك قائدها أن تحزم نفسك في الكرسي، لا لأن السفر مع الطيران العماني متعب أو غير مريح، فلا والله هو عكس ذلك تماما، إنما لأن الطاقم يريد أن يضمن لك كل السلامة والتقيد بالنظام المعمول به في كل الطائرات المدنية بالعالم، لا لأنك عندما تهبط الطائرة ستقفز قفزتين من كرسيك وتحس بأن الطائرة هبطت بسرعة غير مبررة، بل لأن تلك الخدمة لا توجد إلا بالطيران العماني!
المهم أنك ستصل سالما غانما، حتى إن تأخر وصول حقائبك ساعة أو أكثر، فذلك ليس لأن خدمة سيئة هي ما أدى إلى ذلك، بل لأنهم يحملون الحقيبة تلو أختها بكل حنان حتى لا تتبهدل الأشياء الموجودة فيها أو تتكسر!
وعندما تحصل على حقائبك وتخرج من مطار مسقط الدولي عائدا من أرض الوطن أيضا في أقصى الجنوب بعدما هنئت بالخريف وغياب الشمس والخضرة والوجه الحسن، تحسس جسدك فلربما وأنت تنزل من الطائرة تعمدت أن تسقط عضوا منك لكي تتهم الطيران العماني بالسوء، وتنادي بأعلى صوتك بالشفافية وبالمنافسة التي تتيح لشركات طيران أخرى أن تدخل مضمار تقديم خدماتها للطيران الداخلي كي يتحسن مستوى شركة الطيران الوطنية التي تنتمي لها! ولا تصرح وقتها بأنك إن رغبت في السفر في رحلة خارجية فإنك ستختار أجنحة أخرى غير أجنحة الطيران العماني، ما دام الفرق المادي لا يتعدى العشرة ريالات أو أكثر بقليل من ذلك، فالمهم أن تكسب راحة بالك، إذ تيقن أن راحة البال لن تتأتى إلا مع الخدمات المميزة التي يقدمها الطيران العماني! وفقك الله في حلك وترحالك، وأعادك للوطن سالما غانما!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق