أما بعد،،،
فزمن الشعر انتهى الآن! ويا أيها الشعراء عودوا إلى خيامكم، وأعدوا عدة رحلة شاقة تبدؤون من خلالها البحث عن شاعر جديد يحيي لكم ما مات!
كم من الوقت ستحتاجون الآن كي تعاودوا النهوض والصعود إلى علٍ، إلى حيث الشمس تشرق والعصافير تغرد بكلماتكم، وصوتكم يحفر موقعه بكل أصالة في قلوب الناس؟
ألف عام تكفي؟!
ربما، وربما لا، فالأمر هذه المرة أصعب مما كان، أصعب من رحلة الذين عاشوا على فلة التفاؤل ولم يجدوا شيئا يقولونه بعد كل الهزائم التي توالت سوى قصيدة حب أخيرة وقلب يتسارع في خطوة إلى النهاية! كانت قلوبا تبحث لنا عن خلود أبدي من خلال القصيدة، وكنا لا نعي ذلك مطلقا، لا نعي إلا التجهم في وجوههم واجتراح كلام سيء فيهم، كأنهم ليسوا منا، وكأننا كنا نحن الصالحون فقط دون سوانا!!
من نحن كي نقول ذلك؟ من ونحن لا نملك إلا الضحك والسقوط في بئر الحلم بأننا الأفضل! لم نكن شيئا والآن نحن لا شيء، فمدننا دون شاعر لا قيمة لها، حضارتنا التي نفاخر العالم بأنها الحضارة ولا حضارة دونها اليوم لا شيء، لا شيء، فشاعركم أيها العرب مات، مات وفي قلبه غصص لا تعد ولا تحصى، غصص الهزائم التي عايشها مذ ستين عاما وما زالت تتواصل إلى اليوم! وهو كان لا يزال متفائلا بقصائده التي منحتنا الحياة ومنحته التعب والعذاب!
وفي المقابل، يراهن بعضنا على سوق عكاظ الجديد، سوق الاتصالات القبلية التي ستحيي القصيدة الجديدة، وينادي منادٍ يقول: من يفوز؟ من يفوز بالبردة والخاتم والمليون؟ باب التصويت متاح حتى ختام الحلقة، باب الشراء متوافر حتى آخر دقيقة، والآن سنعلن عن أسماء أصحاب الألقاب: شاعر الرومانسية، الواعد، الحب، المرأة، السلام، القضية، والقضية باتت لعبة رسائل هاتفية تغوص في أعماق الاضمحلال!
هذا هو السوق الجديد، سوق الشعر الجديد، وقريبا تعود القصيدة فوق ظهر الحصان تعدو لتصل إلى الربوة تبحث عن شاعرها الأخير ولا تجد سوى الخراب، فتسقط من جديد، تسقط في الوحل هذه المرة، ولا تسمع مناديا يطلبها لأن الشعر مات ومات أصحابه اليوم!
والآن: بين المتنبي أحمد بن الحسين، ومحمود درويش قرابة ألف عام كانت بلا شاعر حقيقي، بلا مثقف قادر على أن يعطي الثقافة معنى حضاريا أكبر مما هو عليه، ليس مؤدلجا ولا يبحث سوى عن القصيدة فحسب، تلك التي تغني اللغة وتحييها، فهل سننتظر ألف عام قادمة كي يأتينا من يكون بقامة اللذين رحلا وتركا الناس ساهرة باحثة عن الغريب وعن سلالة الشعر الأخيرة!
فزمن الشعر انتهى الآن! ويا أيها الشعراء عودوا إلى خيامكم، وأعدوا عدة رحلة شاقة تبدؤون من خلالها البحث عن شاعر جديد يحيي لكم ما مات!
كم من الوقت ستحتاجون الآن كي تعاودوا النهوض والصعود إلى علٍ، إلى حيث الشمس تشرق والعصافير تغرد بكلماتكم، وصوتكم يحفر موقعه بكل أصالة في قلوب الناس؟
ألف عام تكفي؟!
ربما، وربما لا، فالأمر هذه المرة أصعب مما كان، أصعب من رحلة الذين عاشوا على فلة التفاؤل ولم يجدوا شيئا يقولونه بعد كل الهزائم التي توالت سوى قصيدة حب أخيرة وقلب يتسارع في خطوة إلى النهاية! كانت قلوبا تبحث لنا عن خلود أبدي من خلال القصيدة، وكنا لا نعي ذلك مطلقا، لا نعي إلا التجهم في وجوههم واجتراح كلام سيء فيهم، كأنهم ليسوا منا، وكأننا كنا نحن الصالحون فقط دون سوانا!!
من نحن كي نقول ذلك؟ من ونحن لا نملك إلا الضحك والسقوط في بئر الحلم بأننا الأفضل! لم نكن شيئا والآن نحن لا شيء، فمدننا دون شاعر لا قيمة لها، حضارتنا التي نفاخر العالم بأنها الحضارة ولا حضارة دونها اليوم لا شيء، لا شيء، فشاعركم أيها العرب مات، مات وفي قلبه غصص لا تعد ولا تحصى، غصص الهزائم التي عايشها مذ ستين عاما وما زالت تتواصل إلى اليوم! وهو كان لا يزال متفائلا بقصائده التي منحتنا الحياة ومنحته التعب والعذاب!
وفي المقابل، يراهن بعضنا على سوق عكاظ الجديد، سوق الاتصالات القبلية التي ستحيي القصيدة الجديدة، وينادي منادٍ يقول: من يفوز؟ من يفوز بالبردة والخاتم والمليون؟ باب التصويت متاح حتى ختام الحلقة، باب الشراء متوافر حتى آخر دقيقة، والآن سنعلن عن أسماء أصحاب الألقاب: شاعر الرومانسية، الواعد، الحب، المرأة، السلام، القضية، والقضية باتت لعبة رسائل هاتفية تغوص في أعماق الاضمحلال!
هذا هو السوق الجديد، سوق الشعر الجديد، وقريبا تعود القصيدة فوق ظهر الحصان تعدو لتصل إلى الربوة تبحث عن شاعرها الأخير ولا تجد سوى الخراب، فتسقط من جديد، تسقط في الوحل هذه المرة، ولا تسمع مناديا يطلبها لأن الشعر مات ومات أصحابه اليوم!
والآن: بين المتنبي أحمد بن الحسين، ومحمود درويش قرابة ألف عام كانت بلا شاعر حقيقي، بلا مثقف قادر على أن يعطي الثقافة معنى حضاريا أكبر مما هو عليه، ليس مؤدلجا ولا يبحث سوى عن القصيدة فحسب، تلك التي تغني اللغة وتحييها، فهل سننتظر ألف عام قادمة كي يأتينا من يكون بقامة اللذين رحلا وتركا الناس ساهرة باحثة عن الغريب وعن سلالة الشعر الأخيرة!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق