أما بعد،،
فقد رأيت فيما يرى النائم أنني تعلقت بحافة السماء وكان الناس يفتحون عيونهم باتساع بحثا عني، ولكن قد غم عليهم فأعلن المختصون تمام الشهر، وبأن العيد لن يكون في اليوم ذاته الذي أعلنته جزر الواق واق!
وبينما أنا كذلك إذ بي أسمع لغطا عاليا، وكأنما أحدهم ارتكب جريمة بشعة بحق الناس، وعندما اقتربت قالوا لي بأنهم يخالفون العالم ولا يريدون لنا أن نصوم عرفة! فتذكرت ساعتها أن أمل عرفة لم تظهر في أعمال فنية جديدة في رمضان، ومن أفطر فعليه قضاء ما فات! ثم تساءلت: ليس الشهر شهر صيام فعن أي صوم يتحدثون ويحتجون؟! وقبل أن أنطق بذلك قال أحدهم: يا أخي يوم عرفة من الأيام التي يؤجر فيها المسلم بصومه وعبادته! إنه عرفات يا ناس، لماذا يحرموننا الصوم في يومه؟! غير إني أذكر أن عرفات مات في باريس، ومازال الكلام كثيرا عن وفاته، فهناك من قال بأن شارون سممه وقتله، وشارون الآن لا حي هو ولا ميت، وهو لم يقدر على عرفات عندما اجتاح بيروت قبل سنين يقدر عليه بعد الاتفاقيات والمعاهدات؟!!
ثم مضى الناس متحسرين، ومازالت الأسئلة تشتعل في رأسي: إذا لم يكن شهر صوم، فلماذا يحتجون؟ ثم عرفات مات، وغزة الآن مظلمة والضفة تحمل إليها الدواء وسفن العرب لا تستطيع الاقتراب كما فعلت سفن الأوروبيين غير الدبلوماسيين!! عندها قررت أن أتصل ببرنامج هذا الصباح أسأله عن الأمر، ولكن خالدا الزدجالي لم يرد وكان مشغولا بهنا عمان، ثم قالوا بأنهم لا يبثون المكالمات إلا بعد تسجيلها ولا يعتقدون بأن موضوعي سيذاع لأنه موضوع شخصي، وعلي أن أبحث عن إجابة في مكان آخر، ففتحت الجريدة لعلي أجد الخبر اليقين!
قرأت أنهم يصدرون القمح للعالم فيما الجياع كثر في بلادنا، فثارت حفيظتي وقررت أن أرد عليهم هؤلاء الحمقى الذين لم يجدوا سوى قوت يومنا يصدرونه للعالم: ما دخلنا نحن بجوع العالم؟ ألا يتركون لنا هذا القمح؟ لكن الجريدة استشاطت غضبا من سوء قراءتي، وذكرتني بأن العرب لا يحسنون القراءة ولو كانوا يحسنون لما جعلوا القمح قمعا والعكس! إنهم يصدرون القمع يا هذا وليس القمح!! فضحكت حتى ظهر سني الذي يحتاج لعملية خلع عصب لم أقدم عليها لأن الطبيبة التي كان يفترض أن أجري العملية على يدها ذهبت في رحلة ولادة ودراسة وبأن موعدي تأجل عاما آخر! ثم كيف يصدرون القمع؟ ربما يقصدون النفط وليس القمع، فنحن لا نصدر إلا البراميل السوداء من داخلها لتعود لنا بأغلى الأثمان! أما عن القمع فلا أظن، فنحن لا نملك الشجاعة لكي نصدر بضاعة جيدة في مثل زماننا هذا كالقمع! أما القمح فبرغم خصوبة الأرض لكننا نستورده ونستورد معه الأرز والبسكويت والحليب واللبن والشاي والبن والزبدة وخرفان العيد!
لحظتها رأيت خروفا أستراليا أبيض يبتسم لي! كان سمينا بالصوف، لا كغيره.. فتذكرت الماعز الصومالي الذي خطفه القراصنة في بحر العرب وطالبوا بفدية وإلا فإنهم سيضطرون آسفين إلى ذبحه ورمي لحمه في البحر! صرخت: لا، فالأسماك أيضا غالية! وقررت أن أتصل بوزارة الثروة السمكية أشكو لهم سوء الحال، وبأني مذ شهر تقريبا لم آكل سوى علب التونة التي تحولت بقدرة قادر إلى علب ذهبية لا يمكن شراؤها أيضا لغلائها! حتى التونة لا تصلح الآن للعيد! لكن متى هو العيد؟ هل بحسب توقيت الواق واق أم بحسب توقيت مسقط؟! مجددا سمعت اللغط: يا أخي ضيعوا علينا صيام يوم عرفة! لحظتها أفقت منتبها لصوت البرد وهو يضرب سيارتي بعنف، فيما أنا نائم بداخلها!
فقد رأيت فيما يرى النائم أنني تعلقت بحافة السماء وكان الناس يفتحون عيونهم باتساع بحثا عني، ولكن قد غم عليهم فأعلن المختصون تمام الشهر، وبأن العيد لن يكون في اليوم ذاته الذي أعلنته جزر الواق واق!
وبينما أنا كذلك إذ بي أسمع لغطا عاليا، وكأنما أحدهم ارتكب جريمة بشعة بحق الناس، وعندما اقتربت قالوا لي بأنهم يخالفون العالم ولا يريدون لنا أن نصوم عرفة! فتذكرت ساعتها أن أمل عرفة لم تظهر في أعمال فنية جديدة في رمضان، ومن أفطر فعليه قضاء ما فات! ثم تساءلت: ليس الشهر شهر صيام فعن أي صوم يتحدثون ويحتجون؟! وقبل أن أنطق بذلك قال أحدهم: يا أخي يوم عرفة من الأيام التي يؤجر فيها المسلم بصومه وعبادته! إنه عرفات يا ناس، لماذا يحرموننا الصوم في يومه؟! غير إني أذكر أن عرفات مات في باريس، ومازال الكلام كثيرا عن وفاته، فهناك من قال بأن شارون سممه وقتله، وشارون الآن لا حي هو ولا ميت، وهو لم يقدر على عرفات عندما اجتاح بيروت قبل سنين يقدر عليه بعد الاتفاقيات والمعاهدات؟!!
ثم مضى الناس متحسرين، ومازالت الأسئلة تشتعل في رأسي: إذا لم يكن شهر صوم، فلماذا يحتجون؟ ثم عرفات مات، وغزة الآن مظلمة والضفة تحمل إليها الدواء وسفن العرب لا تستطيع الاقتراب كما فعلت سفن الأوروبيين غير الدبلوماسيين!! عندها قررت أن أتصل ببرنامج هذا الصباح أسأله عن الأمر، ولكن خالدا الزدجالي لم يرد وكان مشغولا بهنا عمان، ثم قالوا بأنهم لا يبثون المكالمات إلا بعد تسجيلها ولا يعتقدون بأن موضوعي سيذاع لأنه موضوع شخصي، وعلي أن أبحث عن إجابة في مكان آخر، ففتحت الجريدة لعلي أجد الخبر اليقين!
قرأت أنهم يصدرون القمح للعالم فيما الجياع كثر في بلادنا، فثارت حفيظتي وقررت أن أرد عليهم هؤلاء الحمقى الذين لم يجدوا سوى قوت يومنا يصدرونه للعالم: ما دخلنا نحن بجوع العالم؟ ألا يتركون لنا هذا القمح؟ لكن الجريدة استشاطت غضبا من سوء قراءتي، وذكرتني بأن العرب لا يحسنون القراءة ولو كانوا يحسنون لما جعلوا القمح قمعا والعكس! إنهم يصدرون القمع يا هذا وليس القمح!! فضحكت حتى ظهر سني الذي يحتاج لعملية خلع عصب لم أقدم عليها لأن الطبيبة التي كان يفترض أن أجري العملية على يدها ذهبت في رحلة ولادة ودراسة وبأن موعدي تأجل عاما آخر! ثم كيف يصدرون القمع؟ ربما يقصدون النفط وليس القمع، فنحن لا نصدر إلا البراميل السوداء من داخلها لتعود لنا بأغلى الأثمان! أما عن القمع فلا أظن، فنحن لا نملك الشجاعة لكي نصدر بضاعة جيدة في مثل زماننا هذا كالقمع! أما القمح فبرغم خصوبة الأرض لكننا نستورده ونستورد معه الأرز والبسكويت والحليب واللبن والشاي والبن والزبدة وخرفان العيد!
لحظتها رأيت خروفا أستراليا أبيض يبتسم لي! كان سمينا بالصوف، لا كغيره.. فتذكرت الماعز الصومالي الذي خطفه القراصنة في بحر العرب وطالبوا بفدية وإلا فإنهم سيضطرون آسفين إلى ذبحه ورمي لحمه في البحر! صرخت: لا، فالأسماك أيضا غالية! وقررت أن أتصل بوزارة الثروة السمكية أشكو لهم سوء الحال، وبأني مذ شهر تقريبا لم آكل سوى علب التونة التي تحولت بقدرة قادر إلى علب ذهبية لا يمكن شراؤها أيضا لغلائها! حتى التونة لا تصلح الآن للعيد! لكن متى هو العيد؟ هل بحسب توقيت الواق واق أم بحسب توقيت مسقط؟! مجددا سمعت اللغط: يا أخي ضيعوا علينا صيام يوم عرفة! لحظتها أفقت منتبها لصوت البرد وهو يضرب سيارتي بعنف، فيما أنا نائم بداخلها!
(هذه المقالة كان يفترض بها النشر ضمن عمود علبة المسامير في جريدة الزمن، ولكن جاءت الأوامر بعدم الحديث عن شيء يسمى هلالا، فتحسفت على اسمي!! سامحهم الله)
ما حدث قد خرج عن إطار الدين، ودخل في إطار خيانة الدنيا والآخرة!
ردحذفلو افترضنا أننا كبلد أخطأ القائمون فيه في تقييم الهلال، فهل هذا يستدعي أن يخرج المسلمون الأكابر عن شريعة الدولة والحكومة والمجتمع؟
لا يجيز أي فقه في الإسلام الخروج عن طاعة الدولة حتى لو كانت ظالمة، فما بالكم بالخروج على المجتهدين، وفي أي شيء؟ رؤية الهلال الذي ظل ويظل حتى الغد موضع فروق واختلاف
حتى أهل مكة قالوا: لكل بلد رؤيتهم، فما بال أخوتنا يريدون الصلاة وفق رؤية آخرين، وما بالنا خنا البلاد وأضعنا الأمانة؟
ويرددون: يا أخي تراه عرفة، لازم نصوم! هل هو فرض؟ التزموا رمضانكم أولا ثم صوما بقية الأيام كما شئتم
إنهم يريدون نشر الفتنة في المجتمع والفتنة أشد من القتل
سامحكم الله أيها المغرضون، يا مروجي الفتنة والشقاق، وجازكم عن أفعالكم خير الجزاء!!