الثلاثاء، 9 ديسمبر 2008

دمدم ينتج فيلما سينمائيا!


أما بعد،،،
فدمدم المسكين بعد أن شاهد وسمع وحضر فعاليات ندوة تطوير المسرح والدراما التي عقدتها مجموعة الفرق المسرحية العمانية، والتي يحاول أعضاء كثير منها إنشاء جمعية مختصة بالمسرحيين على غرار جمعية الصحفيين وجمعية الكتاب والأدباء وجمعية السينما وجمعية حماية البيئة وجمعيات المرأة وجمعية الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة والجمعية الأهلية لمكافحة السرطان وهلم جرا! أقول بعد أن حضر تلك الندوة/ المشاجرة، التي أكدت على أن المسرح العماني والدراما العمانية بألف خير، وبأن اللجنة القادمة لن تجد شيئا توصي به أكثر من نشر المحبة بين الفنانين في قطاعي المسرح والدراما، بعد أن تابع كل ذلك قرر أن لا يسأل عن زيادة أجره، ورفعه إلى تصنيف أعلى، وأن يغير مهنته الحالية من منظف للأحذية وشمام لها، إلى مستثمر، حيث فكر ودبر، فلمعت في ذهنه الأفكار الجهنمية: قرر أن ينتج فيلما سينمائيا، فإذا كان المسرح يعاني والتلفزيون والإذاعة لا يعطيان مالا، فالمستقبل للسينما، وعليه ففكرة الاستثمار فيه فكرة ممتازة، خاصة أن البلاد ما تزال خالية من مثل هذه المشاريع، وبكل تأكيد ستعمل السينما على تنشيط السياحة في البلد، فهو سيستعين بمخرجين كبار مثل ردلي سكوت وأخيه، ومثل مروان حامد ورامي إمام، وسيستعين بممثلين أكابر، كجورج كلوني وبراد بيت وتيم الحسن وأحمد عز، وبالطبع هناك أيضا الممثلات الجميلات اللائي إن جئن سيجعلن كل فندق ينزلن فيه مشغلا مائة في المائة دون أن تكون هناك غرفة لأي ضيف آخر!
هذا جميل يا دمدم، ولكنك لابد أن تتطلع قبلا على التاريخ التأسيسي لفن السينما في البلاد! بالطبع يا محدثي العزيز، أنا أعرف أن هناك جمعية السينما العمانية، وهناك فيلم البوم، وهناك مهرجان مسقط السينما ومهرجان آخر للأفلام القصيرة والوثائقية، وهناك لابد أناس مختصون عارفون بالسينما! هل أنت متأكد يا دمدم؟ عندها قطب حاجبيه وقال: ماذا تقصد؟ وعندما لم يرد عليه الطيف، قرر أن يبحث أكثر، فذهب إلى خالد عبد الرحيم الزدجالي رئيس جمعية السينما منذ تأسيسها، الذي فتح له الأبواب وقال هات أعمالك سننفذها نحن! خرج بعدها مبسوطا منشرح البال، وقال هكذا يكون الدعم! لكن الطيف فجأة أطل بسحنته البغيضة وقال له: هل تعرف ما الفرق بين الفيلم السينمائي والفيلم التلفزيوني؟ فأجاب على الفور: سؤالك هذا سؤال سخيف فالجمعية بمن فيها يعرفون الفرق، هذا أمر بديهي يا صديقي الطيف، هم أصحاب ثقافة سينمائية أفضل مني بكل تأكيد! إذن عد واسأل أعضاء الجمعية الموقرين عن مفاهيمهم للسينما، وابدأ من هذا السؤال السخيف كما قلت! غضب دمدم، وقرر المضي وعدم الإنصات للطيف الغبي الذي يحاول أن يجعل كل شيء سيئا في بلادنا، أما الطيف فقد لحقه وقال له: سيقولون لك بأن الفرق هو أن الفيلم السينمائي يصور بكاميرا سينمائية والفيلم التلفزيوني يصور بكاميرا تلفزيونية، هذا يعرض في السينما وذاك يعرض في التلفزيون، وبس! وسيقولون: نحن نعرف محمد كامل القيلوبي، ونعرف أنعام محمد علي، ونعرف حاتم علي، ونعرف أسعد فضة وواحة الراهب ونعرف ستيفن سبلبرج، ونعرف الكثير، والأزمة إذا فيه أزمة ما هي إلا في الفلوس، ونحن أنتجنا فيلم البوم، وقد أشاد به الكثير من النقاد، وصح ما عرضناه غير يجي خمس مرات بس المهم إنه عندنا إنتاج، وإذا إنته جاهل بالسينما فنحن لا، نحن عندنا كل المعلومات والثقافة المطلوبة، ولا تجلس تقول إننا ما نعرف، نحن نعرف، وما عندنا مشكلة!!!! ولو نظرت في وجوههم ستجد أنهم هم ذاتهم الذين يتحدثون عن المسرح، وعن الدراما. طيب ما المشكلة يا عزيزي الطيف؟ ليست هناك أي مشكلة، وسترى أن الجمعية هي الوحيدة المستتبة التي لم تثر حولها مشاكل منذ تأسيسها، وهذا يدل على أن الجمعية بأفرادها يعملون بصمت! بالطبع يعملون بصمت ولا أحد سيفكر أن يجعل لهذه الجمعية نشاطا، أو انتخابات، وترشيحات، وتأكد يا دمدم أن الأعضاء الموجودين في الجمعية لم يزد فيهم أحد منذ إعلان التأسيس إلا فيما ندر ومن أفراد معينين! أوووف أنت طيف مزعج وأنا أريد أن أنتج فيلما، فاتركني بسلام! ثم غادره الطيف ومضى!!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق