أما بعد،،،
فقد ذهل الكاتب مؤخرا عندما زار معرض الشارقة للكتاب ولم يجد كتبه الثلاثة التي تكفلت وزارة أشغال الكتاب والمثقفين وصون حقوقهم بإصدارها ضمن مشاريعها التي لا تعد ولا تحصى! وأصابته نوبة هستيرية جراء ذلك، مما استدعاه للاتصال بالوزارة والتحدث إلى المسئول الأول عن الإصدارات الحديثة الذي قال له: يا أخي تراكم هلكتونا يا المثقفين! ما عاجبنكم إنا ما طبعنا حالكم أو كرّمناكم، ويوم طبعنا لكم مسوي كل ها الحشرة، حال موه؟ حال كمين كتاب ما توكل عيش! يا أخي اهتم بقضايا البلد الحقيقية وأزمة المال في العالم وخليكم من القصص والروايات اللي ما توكل لا عنب الشام ولا بلح اليمن!
عندها ارتفع الدم إلى أعلى منسوب في رأس الكاتب وقرر أن يتصل بالمسئول الأكبر في الوزارة وأخبره بما رآه في معرض الشارقة للكتاب وكيف أن كتبه لم يتم عرضها مطلقا ولا كتب زملائه عدا عدة كتب ربما جاءت بالمصادفة، فأجابه المسئول الأعلى بأن هذا يحدث أحيانا، فأنت تعرف يا أخي بأن العاملين في المخازن هم أناس غير معنيين بالكتابة والكتب، والذين يقومون على مثل هذه المشاركات هم أناس لا يهتمون لمن هذا الكتاب أو ذاك، ثم وعده أن هذا لن يتكرر في المعرض القادم! فقال له الكاتب: كل مرة تقولون هذا ويتكرر الأمر! ورد المسئول الذي كان يلعب في ساعته الجديدة التي أهدته إياها زوجته: يا أخي تحملنا قليلا، ثم إيش فيها إذا كتابك ما موجود؟ المرة الجاية بيكون موجود! ثم باغته بالقول: وأرجو الاتصال بالجماعة عشان هذا الموضوع واعذرني أنا داخل اجتماع الحين!
أوشك لحظتها الكاتب على البكاء، وتذكر، وهو في ردهة ذلك المعرض وأمام ركن الوزارة والعمانيون الذين تجسموا المسافات من أجل معرض الشارقة يمرون حوله مبتسمين فرحين بالمعرض الكبير، تذكر يوم اتصلوا به من الوزارة في عام 2006م من أجل أن يقوموا بنشر بعض من مخطوطات كتبه التي أعياه أصحاب دور النشر العربية الكبيرة والصغيرة فيها فلم يأخذ لا حقا ولا باطلا منهم وهم كانوا يأخذون كل الحق وكل الباطل من وراء اسمه وكتبه التي تتصدر قائمة المبيعات! وبعد عرض مغر بأن يكافئوه بمبلغ ممتاز وبترويج متميز لإصداراته مع الإصدارات الأخرى، وبأنهم سيقومون بتوزيعه في منافذ بيع الكتب وفي المعارض وسيعطونه عدد ثلاثمائة نسخة من كل إصدار، وافق خاصة بعد مكالمة طويلة مع زميله الكاتب الآخر الذي شجعه على هذا قائلا له بأننا لا يجب أن نكون سلبيين ونساهم مساهمة جيدة في دعم الوزارة على اتخاذ موقف إيجابي من الكتاب والمثقفين لنكون جسدا واحدا يسعى إلى خير البلد من الناحية الثقافية، وهذا المشروع سيكون رافدا جيدا لذلك الخير الوفير بإذن الله! ساعتها فقط قدم الكاتب مشروعاته الكتابية، وانتقى ثلاث مخطوطات جاهزة للنشر وسلمها الشخص المسئول في الوزارة وانتظر..مر شهر وهو ينتظر وقيل له بأن اللجنة ما تزال تنظر في الإصدارات وإمكانية نشرها! وتساءل هو: ألست كاتبا لي اسمي في البلاد وفي خارج البلاد؟ فأجابوه بأن هذا هو المتبع واللجنة لن تقصر بإذن الله وهي عارفة بقدرك ومستواك في الكتابة! فتغاضى يحركه في ذلك أمران: المكافأة الموعود بها، وكسر الجليد بين المثقفين والوزارة! ومرت ستة أشهر ولم يحدث شيء برغم مكالمة لطيفة أخبروه فيها بالموافقة، ولكن الرقابة ما زالت تقرأ الكتب، فتساءل مجددا: هل هناك من أحد في الرقابة يعي ما نكتب؟ وأجابوه: إنه النظام يا أخي الكاتب! ومرت سنة وعندما سأل أصدقاء له عن هذا الأمر قالوا له بأنها مسألة إجراءات مالية، وتساءل: كل هذا الوقت؟ وأجابوه: هكذا تجري الأمور! والأمور جرت كما رتب لها من قبل: فأخذ خمسمائة ريال مكافأة وقيل له توجه للمطبعة لتتابع كتابك وبعد سنة أخرى من المتابعة خرج الكتاب إلى النور وعرف عن طريق أحد أصدقائه بذلك دون أن يتصل به أحد، وأخبره الصديق بأن معرض الشارقة قريب ولابد أنهم سيعرضون الكتاب هناك بعدما لم يعرضوه في أبو ظبي أو بيروت أو القاهرة أو الرياض، لكن ذلك لم يحدث مطلقا وما حدث هو عرض بعض الإصدارات السابقة على إصداراته وهي كانت معروضة فقط لا أكثر ولا أقل!!
فقد ذهل الكاتب مؤخرا عندما زار معرض الشارقة للكتاب ولم يجد كتبه الثلاثة التي تكفلت وزارة أشغال الكتاب والمثقفين وصون حقوقهم بإصدارها ضمن مشاريعها التي لا تعد ولا تحصى! وأصابته نوبة هستيرية جراء ذلك، مما استدعاه للاتصال بالوزارة والتحدث إلى المسئول الأول عن الإصدارات الحديثة الذي قال له: يا أخي تراكم هلكتونا يا المثقفين! ما عاجبنكم إنا ما طبعنا حالكم أو كرّمناكم، ويوم طبعنا لكم مسوي كل ها الحشرة، حال موه؟ حال كمين كتاب ما توكل عيش! يا أخي اهتم بقضايا البلد الحقيقية وأزمة المال في العالم وخليكم من القصص والروايات اللي ما توكل لا عنب الشام ولا بلح اليمن!
عندها ارتفع الدم إلى أعلى منسوب في رأس الكاتب وقرر أن يتصل بالمسئول الأكبر في الوزارة وأخبره بما رآه في معرض الشارقة للكتاب وكيف أن كتبه لم يتم عرضها مطلقا ولا كتب زملائه عدا عدة كتب ربما جاءت بالمصادفة، فأجابه المسئول الأعلى بأن هذا يحدث أحيانا، فأنت تعرف يا أخي بأن العاملين في المخازن هم أناس غير معنيين بالكتابة والكتب، والذين يقومون على مثل هذه المشاركات هم أناس لا يهتمون لمن هذا الكتاب أو ذاك، ثم وعده أن هذا لن يتكرر في المعرض القادم! فقال له الكاتب: كل مرة تقولون هذا ويتكرر الأمر! ورد المسئول الذي كان يلعب في ساعته الجديدة التي أهدته إياها زوجته: يا أخي تحملنا قليلا، ثم إيش فيها إذا كتابك ما موجود؟ المرة الجاية بيكون موجود! ثم باغته بالقول: وأرجو الاتصال بالجماعة عشان هذا الموضوع واعذرني أنا داخل اجتماع الحين!
أوشك لحظتها الكاتب على البكاء، وتذكر، وهو في ردهة ذلك المعرض وأمام ركن الوزارة والعمانيون الذين تجسموا المسافات من أجل معرض الشارقة يمرون حوله مبتسمين فرحين بالمعرض الكبير، تذكر يوم اتصلوا به من الوزارة في عام 2006م من أجل أن يقوموا بنشر بعض من مخطوطات كتبه التي أعياه أصحاب دور النشر العربية الكبيرة والصغيرة فيها فلم يأخذ لا حقا ولا باطلا منهم وهم كانوا يأخذون كل الحق وكل الباطل من وراء اسمه وكتبه التي تتصدر قائمة المبيعات! وبعد عرض مغر بأن يكافئوه بمبلغ ممتاز وبترويج متميز لإصداراته مع الإصدارات الأخرى، وبأنهم سيقومون بتوزيعه في منافذ بيع الكتب وفي المعارض وسيعطونه عدد ثلاثمائة نسخة من كل إصدار، وافق خاصة بعد مكالمة طويلة مع زميله الكاتب الآخر الذي شجعه على هذا قائلا له بأننا لا يجب أن نكون سلبيين ونساهم مساهمة جيدة في دعم الوزارة على اتخاذ موقف إيجابي من الكتاب والمثقفين لنكون جسدا واحدا يسعى إلى خير البلد من الناحية الثقافية، وهذا المشروع سيكون رافدا جيدا لذلك الخير الوفير بإذن الله! ساعتها فقط قدم الكاتب مشروعاته الكتابية، وانتقى ثلاث مخطوطات جاهزة للنشر وسلمها الشخص المسئول في الوزارة وانتظر..مر شهر وهو ينتظر وقيل له بأن اللجنة ما تزال تنظر في الإصدارات وإمكانية نشرها! وتساءل هو: ألست كاتبا لي اسمي في البلاد وفي خارج البلاد؟ فأجابوه بأن هذا هو المتبع واللجنة لن تقصر بإذن الله وهي عارفة بقدرك ومستواك في الكتابة! فتغاضى يحركه في ذلك أمران: المكافأة الموعود بها، وكسر الجليد بين المثقفين والوزارة! ومرت ستة أشهر ولم يحدث شيء برغم مكالمة لطيفة أخبروه فيها بالموافقة، ولكن الرقابة ما زالت تقرأ الكتب، فتساءل مجددا: هل هناك من أحد في الرقابة يعي ما نكتب؟ وأجابوه: إنه النظام يا أخي الكاتب! ومرت سنة وعندما سأل أصدقاء له عن هذا الأمر قالوا له بأنها مسألة إجراءات مالية، وتساءل: كل هذا الوقت؟ وأجابوه: هكذا تجري الأمور! والأمور جرت كما رتب لها من قبل: فأخذ خمسمائة ريال مكافأة وقيل له توجه للمطبعة لتتابع كتابك وبعد سنة أخرى من المتابعة خرج الكتاب إلى النور وعرف عن طريق أحد أصدقائه بذلك دون أن يتصل به أحد، وأخبره الصديق بأن معرض الشارقة قريب ولابد أنهم سيعرضون الكتاب هناك بعدما لم يعرضوه في أبو ظبي أو بيروت أو القاهرة أو الرياض، لكن ذلك لم يحدث مطلقا وما حدث هو عرض بعض الإصدارات السابقة على إصداراته وهي كانت معروضة فقط لا أكثر ولا أقل!!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق