أما بعد،،،
ففي هذا العيد تساءلت عن ذلك الزحام الشديد الذي كانت تعيشه العاصمة مسقط في كل مكان تقريبا: في السيتي سنتر والبهجة والقرم والسيب ورأس الحمرا وغيرها من الأماكن الجميلة؟ ثم قلت لنفسي: أنت حمقاء! هذه هي العاصمة ولابد للناس أن يأتوا بعوائلهم كي يسروا عنهم من نزوى وصور وصحار وعبري والبريمي والرستاق وكل عواصم المناطق الحضرية لدينا التي لا تتمتع بمقدار من الرفاهية كما تتمتع به مسقط، فهي ـ أي تلك المدن ـ لا تحتوي على مقدرات ترفيهية كالسيتي سنتر مثلا أو مجمع السينما في القرم، أو الحدائق الكبيرة كالصحوة والقرم ومرح لاند!
قلت إذن أذهب للبلد فهناك لابد أن يكون الجو صافيا وممتعا وغير مزدحم، بل هادئا على غير العادة وسأجد أماكن جميلة كالأودية يمكن أن أتمشى فيها.. لكن الطريق إلى البلد بدا بعيدا، فخط الباطنة كان أيضا مصابا بالازدحام، بسيارات أهل البلد وبسيارات قادمة عبر الحدود! وبدت الدوارات الكثيرة ـ التي لا تحتوي إشارات مرور (ولا نقول أن تستبدل بجسور كمسقط) ـ متوقفة، ولم يعد ممكنا السرعة إلا في حدود المائة فقط! وبالطبع فإن هذا يفترض به أن يخفض نسبة الحوادث، فالسرعة هي السبب الأساس للحوادث والموت، ولكن ما رأيته أن هذا الخط المزدحم كان أيضا مزدحما بالحوادث، خاصة في مناطق معينة: بركاء والسويق بالتحديد.
وعموما هذي قضية أخرى، تبدو نوعا ما بعيدة عن العيد وعن إجازة العيد التي كنت أود قضاءها في مكان مرفه كالمجمعات التجارية الضخمة، ولم أجد واحدا منها في طول البلد وعرضها، وبالطبع بدت مسقط غير ممكنة بسبب أهالي المناطق الأخرى الذين مثلي جاءوها بحثا عن مجمع مميز يحتوي الكثير مما يفتقدونه من ترفيه وتسوق في مدنهم العريقة، والتي بدورها كانت مقصدا لمن يريد شيئا مختلفا غير المجمعات ولا يراه إلا نادرا، وهم يدركون أن عمان بلد جميل لزيارة التاريخ والطبيعة الساحرة، ويخرجون بذلك من ضيق الأماكن المرفهة والبنايات الأسمنتية العالية والتي نبحث عنها نحن كنوع من الخروج من أسر الطبيعة وسحر التاريخ والتراث!
لكن هؤلاء الذين جاءوا إلى ديارنا بحثا عن هذا السحر الحلال، بكل تأكيد سيتضايقون من الزحام، ومن ضعف البنى الأساسية التي يمكن أن تصنع سياحة حقيقية، كما هم أبناء البلد يزفرون استياء من عدم وجود متنفسات كافية لهم خاصة في خارج مسقط، ولا يجدون مفرا من تحمل زحمة الطريق الواحد ليصلوا إلى مسقط، حتى لو كان في ذلك اقترابا من السقوط في شرك الحوادث السيئة السمعة في بلد كبلدنا هذا!
ما الذي يمنع مستثمرينا الأعزاء من استغلال هذا النقص الموجود لدينا؟ حتى مسقط تبدو مملوءة باستثمارات ترفيهية لم يقدمها تجار واقتصاديو البلاد بل الذين سنحت لهم الفرصة من الخارج بذلك، ولا أدل على هذا من السيتي سنتر أو سلطان أو اللولو!! فأين أصحاب المال الذين يكدسون المال ولا يستثمرونه؟ المال يا سادة ليس هو الهدف، بل هو الوسيلة لجني مال أكثر، وهذه النظرية الاقتصادية هي التي تحرك رأس المال وتنميه! أما ما يفعله أصحاب المال لدينا فهو التكديس فقط لا أكثر ولا أقل، ولذلك لدينا أغنياء ولكنهم فقراء في الوقت ذاته، لأنهم لا يسعون إلا لجعل أرصدتهم ممتلئة بلا فائدة، وعندما يموتون لا يعرف الأبناء كيف ينفقون المال أو يستغلونه، ولذلك هم فقراء أشد فقرا من الفقير الذي عندما يجد المال يحاول أن يسري به عن أسرته في عيد مثل هذا العيد!
ففي هذا العيد تساءلت عن ذلك الزحام الشديد الذي كانت تعيشه العاصمة مسقط في كل مكان تقريبا: في السيتي سنتر والبهجة والقرم والسيب ورأس الحمرا وغيرها من الأماكن الجميلة؟ ثم قلت لنفسي: أنت حمقاء! هذه هي العاصمة ولابد للناس أن يأتوا بعوائلهم كي يسروا عنهم من نزوى وصور وصحار وعبري والبريمي والرستاق وكل عواصم المناطق الحضرية لدينا التي لا تتمتع بمقدار من الرفاهية كما تتمتع به مسقط، فهي ـ أي تلك المدن ـ لا تحتوي على مقدرات ترفيهية كالسيتي سنتر مثلا أو مجمع السينما في القرم، أو الحدائق الكبيرة كالصحوة والقرم ومرح لاند!
قلت إذن أذهب للبلد فهناك لابد أن يكون الجو صافيا وممتعا وغير مزدحم، بل هادئا على غير العادة وسأجد أماكن جميلة كالأودية يمكن أن أتمشى فيها.. لكن الطريق إلى البلد بدا بعيدا، فخط الباطنة كان أيضا مصابا بالازدحام، بسيارات أهل البلد وبسيارات قادمة عبر الحدود! وبدت الدوارات الكثيرة ـ التي لا تحتوي إشارات مرور (ولا نقول أن تستبدل بجسور كمسقط) ـ متوقفة، ولم يعد ممكنا السرعة إلا في حدود المائة فقط! وبالطبع فإن هذا يفترض به أن يخفض نسبة الحوادث، فالسرعة هي السبب الأساس للحوادث والموت، ولكن ما رأيته أن هذا الخط المزدحم كان أيضا مزدحما بالحوادث، خاصة في مناطق معينة: بركاء والسويق بالتحديد.
وعموما هذي قضية أخرى، تبدو نوعا ما بعيدة عن العيد وعن إجازة العيد التي كنت أود قضاءها في مكان مرفه كالمجمعات التجارية الضخمة، ولم أجد واحدا منها في طول البلد وعرضها، وبالطبع بدت مسقط غير ممكنة بسبب أهالي المناطق الأخرى الذين مثلي جاءوها بحثا عن مجمع مميز يحتوي الكثير مما يفتقدونه من ترفيه وتسوق في مدنهم العريقة، والتي بدورها كانت مقصدا لمن يريد شيئا مختلفا غير المجمعات ولا يراه إلا نادرا، وهم يدركون أن عمان بلد جميل لزيارة التاريخ والطبيعة الساحرة، ويخرجون بذلك من ضيق الأماكن المرفهة والبنايات الأسمنتية العالية والتي نبحث عنها نحن كنوع من الخروج من أسر الطبيعة وسحر التاريخ والتراث!
لكن هؤلاء الذين جاءوا إلى ديارنا بحثا عن هذا السحر الحلال، بكل تأكيد سيتضايقون من الزحام، ومن ضعف البنى الأساسية التي يمكن أن تصنع سياحة حقيقية، كما هم أبناء البلد يزفرون استياء من عدم وجود متنفسات كافية لهم خاصة في خارج مسقط، ولا يجدون مفرا من تحمل زحمة الطريق الواحد ليصلوا إلى مسقط، حتى لو كان في ذلك اقترابا من السقوط في شرك الحوادث السيئة السمعة في بلد كبلدنا هذا!
ما الذي يمنع مستثمرينا الأعزاء من استغلال هذا النقص الموجود لدينا؟ حتى مسقط تبدو مملوءة باستثمارات ترفيهية لم يقدمها تجار واقتصاديو البلاد بل الذين سنحت لهم الفرصة من الخارج بذلك، ولا أدل على هذا من السيتي سنتر أو سلطان أو اللولو!! فأين أصحاب المال الذين يكدسون المال ولا يستثمرونه؟ المال يا سادة ليس هو الهدف، بل هو الوسيلة لجني مال أكثر، وهذه النظرية الاقتصادية هي التي تحرك رأس المال وتنميه! أما ما يفعله أصحاب المال لدينا فهو التكديس فقط لا أكثر ولا أقل، ولذلك لدينا أغنياء ولكنهم فقراء في الوقت ذاته، لأنهم لا يسعون إلا لجعل أرصدتهم ممتلئة بلا فائدة، وعندما يموتون لا يعرف الأبناء كيف ينفقون المال أو يستغلونه، ولذلك هم فقراء أشد فقرا من الفقير الذي عندما يجد المال يحاول أن يسري به عن أسرته في عيد مثل هذا العيد!